الدرس الاول ((القران الكريم وشهر رمضان)
var addthis_pub = '0o1o0';
القرآن الكريم وشهر رمضان
[center]الحمد لله ، والصلاة والسلامعلى رسول الله وآله وصحبه وبعد .
فالقران الكريم يحب رمضان ، ورمضان يحب القران الكريم ، فهما صديقان حبيبان . قال تعالى ()شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)(البقرة: من الآية185).
نزل القران الكريم كله إلى سماءالدنيا من اللوح المحفوظ في رمضان ، وتشر هذا الشهر بنزول هذا الكتاب فيه ، ولذلككان صلى الله عليه وسلم يتدارس القران الكريم مع جبريل عليه السلام في رمضان ،يسمعه ويتدبره ويتلوه ويتأمل عبره ، ويعيش أنداءه ، ويسرح طرف القلب في خمائله ،ويطلق كف الحب في كنوزه .
إن الصائم للقارئ يؤلف في صيامهبين رمضان وبين القرآن الكريم ، فيعيش هذا الشهر مع هذا الكتاب العظيم الذي قالالله فيه ()كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) ()أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24) ()أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82)
القران الكريم في رمضان له طعم ومذاق ، وله إيحاءات خاصةودلالات من نوع آخر .
القرآن الكريم في رمضان مخضل الانداء معطر النسمات شذيالأنفاس .
القران الكريم في رمضان يعيد ذكرى نزوله ، وايام تدارسه ، وأوقاتاهتمام السلف به .
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ( اقرؤوا القرآن فانهيأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه"(1) وقال صلى الله عليه وسلم " خيركم من تعلم القرآن وعلمه" (2) وقال عليه الصلاة والسلام " اقرءوا الزهراوين ، سورة البقرة وآلعمران ، فانهما تأتيان كغمامتين أو غيابتين ، أو كفران من طير صواف تظلان صاحبهمايوم القيامة "(3) وقال عليه الصلاة والسلام" الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به معالسفرة الكرام البررة ، والذي قرأ القرآن وهو يتعتع فيه له أجران
"(4)
سمعتك يا قرانوالليل غافل سريت تهز القلب سبحان من أسرى
فتحنا بك الدنيا فاشرق صبحهاوطفنا ربوع الكون نملؤها أجرا
أسلافنا إذا قدم رمضان فتحوا المصاحفوحلوا وارتحلوا مع القران الكريم .
ثبت عن الإمام مالك أنه كان في رمضان لايتشاغل الا بالقرآن الكريم، وكان يعتزل التدريس والفتيا والجلوس للناس ، ويقول شهرالقرآن الكريم.
بيوت سلفنا كان لها في رمضان خاصة دوي كدوي النحل ، تشع نوراوتملأ سعادة ، كانوا يرتلون القرآن ترتيلا ، يقفون عند عجائبه ويبكون عن عظاته ،ويفرحون ببشارته ويأتمرون بأمره وينتهون بنهيه .
صح ان ابن مسعود رضي الله عنهقرأ على رسولنا صلى الله عليه وسلم أول سورة النساء (5) فلما بلغ قوله تعالى ()فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) (النساء:41)
)فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) (النساء:41) قال لهعليه الصلاة والسلام " حسبك الآن " قال . فنظرت فإذا عيناه تذرفان ، إنه المحب سمعكلام حبيبه
فبكى :
إذا اشتبكت دموع في خدودتبين من بكى ممن تباكى
فاما من بكى فيذوب وجدا لان به من التقوىحراكا
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه استمع لأبي موسى رضي الله عنه ثم قالله " لو رأيتني وأنا استمع إلى قراءتك البارحة ، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آلداود" فقال أبو موسى : لو علمت يا رسول الله أنك تستمع لي لحبرته لك تحبيرا (1)
والمعنى لجملت صوتي أكثر وأكثر ، فجعلت القران الكريم به أكثر تأثيراوروعة وجمالا.
كان عمر رضي الله عنه إذا اجتمع الصحابة قال : يا أبا موسىذكرنا ربنا فيندفع أبو موسى يقرأ بصوته الجميل وهم يبكون :
وإني ليبكيني سماع كلامه فكيفبعيني لو رأت شخصه بدا
وتلا ذكره فحن حنينه وشوق قلوب العارفين تجددا
لما فسدت أمزجة المتأخرين عن سماع كلام رب العالمين ، ظهرت التربيةمعوجة ، والفطرة معكوسة ، والافهام سقيمة.
لما استبدل القران الكريم بغيرهحل الفساد ، وكثر البلاء ، واضطربت المفاهيم ، وفشلت العزائم .
القرانالكريم مهمته هداية الناس إلى طريق الله المستقيم .
القران الكريم نور وشفاءلما في الصدور وعلم وثقافة ومعرفة وبرهان.
القران الكريم حياة وروح وإنقاذوسعادة وأجر ومثوبة.
القران الكريم تعاليم ربانية ، ودستور الهي ، وحكمةخالدة .
فهللنا ان نعيش مع القران الكريم في رمضان وغير رمضان ، وهل لنا ان نعرف عظمة القرانالكريم فنملأ حياتنا سعادة بالقران الكريم ، ونورا بالقران الكريم ، وإشراقا معالقران الكريم ، هل لنا أ، نفعل ذلك
[/center]