المدير العام(حلم البراءة) عضو ذهبي
عدد المساهمات : 2184 تاريخ التسجيل : 28/12/2010
| موضوع: مختارات من روائع القصص القصيرة جدا - صفحة متجددة الثلاثاء مايو 24, 2011 1:46 pm | |
| مجموعة من القصص القصيرة جدا للقاص الليبي إبراهيم الككي
1- التحليق كان يحلم أن يحلق عالياً في السماء مثل الطيور فلما تحقق حلمه لم يعد يطيق الصبر في البقاء على الأرض 2-طفل الحجارة كان الطفل الصغير يرمي أحجاراً فتشعل غضباً وناراً وترسل شهباً صاعقاً فتقتل عدواً جباناً. وتسجل نصراً في زمن عربي أغبر 3- حوار ...؟... قالت له: ما هو عيبك في هذه الحياة؟ قال: صراحتي المطلقة 4- العناق حاول البحر أن يعانق القمر ولكن سهامه الفضية أصابته فمات!!! القبلة أرسلت له قبلة في الهواء وما إن التقطها حتى خر مغشياً عليه. 5-العتمة كان يسير في درب طويل ملئ بالأشواك والظلمة تلف المكان ولا يكاد أن يتبين موضع قدميه فجأة سطع نور باهر أمامه وقبل أن يصل إليه. هبت رياح مجنونة أطفئته وتلاشى!!! 6-الكبو. صنع لنفسه مركباً وراح يمخر به عباب البحر تحدى به العواصف والأعاصير العاتية. ولم ترهبه. ولكن موجة صغيرة قلبت مركبه وغرق. 7-القبيحة قالت لها صديقتها الوحيدة إنك قبيحة. ابتسمت لها ولم تنبس بحرف. اتجهت نحو النافذة المفتوحة وألقت بنفسها إلى الخارج. 8-النجمة ظل يحاكي نجمة عالية في خياله الخصيب وذات مرة دنت منه حتى كادت تلامسه. وحين أراد لمسها أحرقته وأحرقت نفسها. 9-المراءة كم هو جميل ونبيل ورائع- كانت نظراته جميلة تستشف مكامن روحي ويداه تداعب أوتار قلبي آه كم لعبنا معاً ولهونا. كنا نحلق في سماء عالية لنا نملكها مثل طائرين مهاجرين نلاحق النجوم ونسبقها ونعانق القمر ويعانقنا. والبحر يعزينا والشمس تداعبنا. ولكن. الغيمة المجنونة سرقته مني وتركتني وحيدة. ثم صمتت. وسخرت منها المرآة. 10-الأنثى ظلت تبحث عن الأنثى الكامنة في داخلها. فلما وجدتها. أدركت أنها لم تكن أنثى. 11-العرى خرجت إلى الشارع عارية ومقطوعة الرأس تبحث عنه. فلما وجدته. ووسط استغراب الجميع اتجهت نحو المقبرة وتلاشت. 12-رجل ما دخل خلسة المكان ولم يلتفت إليه أحد من المتواجدين. اتجه نحو أحد المقاعد الشاغرة جلس عليه... ثم استغرق في نوم عميق. 13-الموتى استفاق سكان المقبرة عند منتصف الليل على صوت تشقق قبره ووسط حالة ذهولهم، والرعب الذي انتاب معظمهم، قام من قبره ولا يستر جسده الذي نخره الدود سوى كفنه المهتري. تغاضى ببصره عن الجميع وانطلق إلى الخارج وأثناء سيره الوهيد كانت أطرافه تتساقط مثل أوراق خريفية وما إن وصل منتصف المدينة حتى توقف وصاح مجلجلاً: اللعنة عليكم أيها النائمون تعتقدون أني ميت لكن ها قد عدت إليكم. - سأنتقم منكم وسترون مني العجب. - وراح يقهقه: آه آه آه. وفي صباح اليوم التالي: تجمع سكان المدينة وراحوا يتحدثون عنه: * قال أحدهم: لقد شاهدته زوجته متجهاً نحو المقبرة هذا الصباح. * رد الآخر: لا مستحيل!.. كان هذا الصباح واقفاً على ناصية الشارع. * وأردف آخر: لا هذا ولا ذاك.. هذا الصباح كان في أطراف المدينة. واحتدم النقاش، كل واحد يقسم أنه شاهده، وكاد الأمر أن يتحول إلى معركة، هنا صاح أكبرهم سناً: * الجميع على صواب، لقد عاد إليكم بأكثر من صورة كي ينتقم منكم. وانصرف تاركاً الجميع في حيرتهم وذهولهم. 14-الاحتراق أرحل داخل نفسي. أتقوقع، أبكي، أصرخ. ألعن زماني الآتي يتناهى إلى سمعي صوت ناي لراعي تائه يمزقه ستار الليل عواء ذئب جائع تتعالى أصوات الموسيقى جنائزية. أتشبث بخيوط عنكبوت. تقترب الأصوات. والصور متراكمة ومعقدة والمكان يلفه الضباب. أشعر بالخوف والرهبة. وجيوش الظلام تحاصرني. وقلبي الكئيب يعزف سيمفونية الوداع حتى إني لم أعد أشعر بدقاته. ويبدو أنه احترق هو الآخر. أتساءل في هذه اللحظة عن التلاشي. وكيف صار الوجود عدم.. أستيقظ وأجد بأن كل شيء قد صار دخان.. | |
|