المدير العام(حلم البراءة) عضو ذهبي
عدد المساهمات : 2184 تاريخ التسجيل : 28/12/2010
| موضوع: قصص جديده 2011,قصص بنات جديده,خواطر فتاة حالمة الأحد مايو 15, 2011 10:45 am | |
| [size=16]خرجت مسرعة من منزلها و الدموع قد ملأت البئر العميق لعيونها الذابلة و فاضت بغزارة ، كأسرى حرب أعلن الإفراج عنهم في آن واحد ، فتدفقوا عبر البوابة الكبيرة حاضنيـــن عالم الحرية المفتقد بعزاء... تحدت وطأة المرض و ما أصابها من فزع حيال سماع الخبر الكارثي ، تجاهلت العالم بأسره ، قطعت صلة الوصل بهم جميعا و لم تنسى أن تلتفت يمنة و يسرة عند عبور الشارع، كأنها ما تزال تكثرت بأمر حياتها بعد كل ما حصل ... انطلقت جريا دون توقف ، لقد كانت في سباق محسوم مع الزمن المتفوق ، لو ساعفها ضعف جسدها لسبقته ، لكنها لم تفلح حتى في متابعة المسير و سقطت على الأرض الجافة تبكي ، و أنينها كعزف صاخب قد ملأ أزقة الحي ، بدا لها مبتغاها قريب المنال كأن ما يفصلها عنه سوى صبر و بضع دقائق أخر، فتسندت لحائط بقربها مستجمعة قواها بخطوات متعثرة بين السرعة و البطء و تزايد الضغط الذي يتفاقم أثره كلما اقتربت من المنزل المقصود ... هي الآن في الزقاق ، ناولها الضعف جرعة من التردد و التراجع ... لماذا أريد التأكد ؟ لن يتغير الواقع ، لا أريد استعطاف ...و كأن غيبوبة أشلت أفكار عقلها الفطن و خانت زمنها الماضي... لقد طلب مني بوضوح تركه ، ماذا عساي افعل؟ ... فلأندب شقاء أيامي وحيدة و لأترك حياته تستمر! سأستسلم للألم و اليأس ...أليس حقي ؟؟ سأطرق بابه لآخر مرة...- تتوسل لكبريائها المستتر ليتنازل للمرة الأخيرة-...سأكلمه فقط ! لا لن اكلمه، أخاف أن يسمعني ما يزيدني ألما و يهوي بجثتي في حفرة الموت...استرجعت إدراكها بالعالم الخارجي و تحسست نظرات المارة متسائلين عن هويتها فطأطأت رأسها بخجل خانق، لكن هيهات ...سرعان ما تناست وجودهم من جديد. أمام باب منزله ... لن أتردد سأكلمه، لن أفكر في أي شيء آخر ! ....ماذا سأقول ؟ أ تسألين نفسك أم تسالين الناس ؟ أنت الأدرى ، لا تقولي شيئا فكلك أقوال - كما نعتك -، مظهرك كاف ، سيتحدث نيابة عنك . تداركت وقتها الضائع في ثرثرات واهية لا حدود لها ، و طرقت الباب دون تفكير ...انتظار ... فتح الباب ، إنها والدته، لم تتصور في يوم من الأيام أنها ستقابلها بوجه كئيب كهذا، لذلك ابتسمت قائلة في تلعثم محكوم : آسفة يا خالة ، أرجو أن لا أزعجك أكثر ،،، أريد...قاطعتها بابتسامة دافئة رسمت في وجهها المشرق ، شعرت أسماء بعزاء حنون يتسلل لعواطف قلبها المنكوب، كأن أمه تدرك معالم القصة تماما و ربطت بين خطوطها المتقطعة بخيوط خيالها الواقعي الخصب، ثم أردفت قائلة : سأكلمه يا ابنتي. ... ما إن سمعت اسمه حتى أصيبت بالذعر، كأنها استيقظت من كابوس على واقع تمنت لو كان كابوسا مظلما ...ماذا أفعل هنا ؟ لماذا أنا هنا ؟ هو من طلب مني أن لا اكلمه فأنا كاذبة ، أن لا اطرق بابه لأنني سأزعجه ، لكنه لم يقصد باب المنزل لأنني لم اطرقه قط – تعزز ببهل ثقة منعدمة ...-لا أجد طريقة أخرى ... أطل عليها من شرفة غرفته ، رآها ، بدت على وجهه ملامح مأساوية ، عيناه لامعتان كالعادة لكنها أحست كأن السماء أمطرت دموعا دافئة و أن الرياح تكفلت عناء حمل جزيآتها على فراش حنان مفتقد لامس وجهها و مسح بالدموع دموعها ... كانت في الحقيقة مجرد ثوان توقف الزمن عندها إجلالا لحوار نظرات متوافقة، لم ينطق لسانها لكنها صرخت في عتمة الصمت مستنجدة ، معترفة بضعفها، مستغيثة بحبها الوحيد ... أرجوك لا تتركني وحيدة أنا بحاجة إليك...احترمتك و لم تعلم عني سوى ما يدل على عكس تقديري و عنفي اتجاه رقة الإحساس...أخلصت لك في حبي و تشك في امتلاكي لقلب وهبته لك، السبب الوحيد الذي جعلني اتخذ قرارا متهورا في تكرير سنة دراسية هو أنت ! لقد أسلفت لي الظروف دوما بالتفوق...لكنني أردتك... ها أنت الآن تتركني...إن أصررت على الابتعاد فابتعد و اعلم أنني سأؤدي الثمن غــــــاليا...لم تسمعك النظرات كل الكلمات ...أجبتني و كان الجواب كافيا: لماذا؟ تقدمين عاما من العناء و الجهد أضحية لتحظي بمزيد من القسوة التي لا استطيع التخلص منها ، لماذا ؟ ! ...كانت أول مرة لم يستطع مواجهتها ، أول مرة و آخر مرة تشعر فيها بالتفوق ، كعصفورة كسيرة لا تستطيع التحليق مدت جناحيها لدفء شمس غائبة بعد أن دخل غرفته معلنا انهزامه أمام تضحية غامضة و عجزه في فهم حروف بكماء. تعقبت آثارها السابقة ...هائمة لا تدري إلى أين تسير ، لكنها تعلم أن الطريق التي أوصلتها لسماء حضن نظراته، ستعيدها إلى حيث كانت في سابق عهدها الأول ، و ستظل مدى حياتها وحيدة . ... لم تعلم سبب شعورها بالسعادة آنذاك، لكنها علمت فيما بعد أن السعادة كانت مجرد خدعة. [/size] | |
|