بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(4 أخطاء مالية يجب تفاديها في علاقتك الزوجية )
الجانب المادي في الحياة الزوجية هو جانب لا يمكن إغفاله ، فكم من خلاف زوجي بل انفصال ، كان السبب وراءه هو الخلافات المادية ، حتى تتجنبي أي خلاف من هذا النوع هناك أربعة أخطاء كبرى ذات علاقة بالمال يقع فيها الأزواج والزوجات ، أعملي على تفاديها .
(1)
ألا يكون للزوجين سوى حساب واحد مشترك ، هو خطأ كبير ، فلابد أن تأتي لحظة أو مناسبة يحب أحد الطرفين أن يصرف بعض المال لإمتاع نفسه ، مثلاً قد يشتهي الزوج شراء إكسسوارات لسيارته ، أو اقتناء أحدث روايات الخيال العلمي التي يحبها ، بينما ترين أنت أن هذه أشياء يمكن الاستغناء عنها ، وقد ترغبين أنت في اقتناء فستان أعجبك أو في شراء هدية لوالدتك أو غيرها ، بينما يرى هو أن هذا تضييع للمال لا يستفيد منه هو شخصياً ، وهذا أمر وإن كان طبيعياً إلا أنه يمكن أن يكون مصدر للخلافات ، حيث يمكن أن يرى الطرف الثاني أن بعض مشتريات الطرف الأول ما هي إلا ترف وإهدار لمالهما المشترك ، ويبدأ في إبداء معارضته وتذمره حتى إزاء أبسط الرغبات التي ينفق الطرف الأول من حسابهما المشترك لتحقيقها لنفسه ، ، وينظر إليها على أنها تضييع للمال بلا أى مقابل ،
ولتفادي المشاكل التي يمكن أن تنتج عن حساب واحد مشترك بين الزوجين يمكن لهما أن يفتحا حساباً مشترك لمصاريف الأسرة (التسوق ، فواتير الكهرباء والماء ، الهاتف والانترنت والإيجار )والاحتفاظ ، كل واحد منهما ، بحساب خاص به ، لكي يتصرف فيه كما يشاء من دون تدخل أو تذمر من الطرف الآخر ،
(2)
تقسيم إسهام الزوجين في مصرف البيت بشكل متساو ودائماً ، هو خطأ لا يجب الوقوع فيه ، فهو إن بدأ نظاماً عادلاً ظاهرياً إلا أن له حدود ، ويمكن له بعد فترة من تطبيقه أن يبدو غير فعال ، فعلى أرض الواقع ، كثير ما لايسمحالوضع المادي لكل من الطرفين أن يتقاسما المصاريف بشكل متساو ، أي أن تدفع الزوجة 50% من المصاريف ويدفع الزوج 50% منها ، ولنأخذ كمثال ، زوجين كان راتباهما متساويين عند زواجهما ، ولكن مع مرور السنوات أصبح الطرف الأول منهما يتقاضى راتبأ أكبر بكثير من راتب الطرف الثاني ، ومع ذلك استمر الثاني يدفع مثل الآخر نصف المصروف ، هذا الأمر ، وعلى الرغم من غرابته ، هو بمثابة أمر واقع لدى الكثير من الأزواج والزوجات ، والغريب هو لماذا يستمر الزوجان في الحفاظ على هذه القسمة الغير منطقية حتى مع تحسن الوضع المادي لأحدهما ؟
البعض يصبر على هذا الوضع بسبب اعتزازه بنفسه أمام الطرف الآخر ، أو بسبب رغبته في التعبير عن استقلاليته ، لكن سيأتي يوم يتذمر من الوضع لأنه سيجد في جيبه مالاً أقل مما في جيب الطرف الآخر ، ولأنه سيجد نفسه مظطراً إلى أن يحرم نفسه من أشياء عديدة حتى يدفع نصيبه من مصروف البيت ، وهذا سيخلق نوعاً جديداً من التوتر في العلاقة الزوجية ، ما الحل إذن ؟
الحل هو أن يتم تحديد إسهام كل من الزوجين في مصروف البيت بالتناسب مع حجم راتبه مثلاً ، إذا كان راتب الطرف الأول هو ضعف راتب الطرف الثاني ، فعلى الأول أن يسهم بضعف ما يسهم به الأول في ميزانية البيت ، أي يسهم بالثلثين ، بينما يسهم الثاني بالثلث فقط .
(3)
عدم الحديث في الموضوعات المالية ، فإذا أخذنا زوجين ، كمثال ، وكان الزوج مبذراً بينما الزوجة مقتصدة ، وكان كل منهما غير راض ، بل منزعج جداً من تعامل الآخر مع المال ، فإن كُلاً من هذين الزوجين يفضل ألا يصارح الآخر ويخبره برأيه في تسييره للأمور المالية وذلك لتفادى الشجار والمشاكل ، ويكتفي بالهمز واللمز والغمز والتلميح إلى الأمر بطريقة غير مباشرة ، كأن يقول الزوج للزوجة ،: فعلاً يداكِ مثقوبتان ،، أو يقول الزوج للزوجة : بخلك فعلاً مرضي ،، لكن ومع مرور الوقت تتحول هذه التلميحات إلى شجار حقيقي ، وتظهر خلافات عميقة ، صحيح أن الحديث عن المصروفات المنزلية ليس أمراً رومانسياً ، خاصة في بداية الزواج ، إلا أنه من المهم أن يتعلم الزوجان الحديث عن ذلك ، وكحل لهذه المشكلة ، يمكن للزوجين أن يضعا ميزانية مشتركة ويحددا أولوياتهما مثلاً ( تسديد جميع الفواتير والمستحقات قبل إنفاق المال على التسلية والترفيه .. ) أو وضع أهداف بعيدة المدى ، مثل شراء منزل بالتقسيط وهكذا يصبح تدبير ميزانية البيت مسئولية مشتركة،
(4)
عدم الإتفاق على طريقة تربية الأطفال لناحية علاقتهما بالمال ، هو أيضاً أمر خاطئ ، وهي مشكلة تطرح كثير لدي والدين لأبناء في سن المراهقه ، حيث لا يعرفان هل يجب أن يشجعا أبناءهما على أن يكسبوا المال بأنفسهم أم أن عليهما أن يخضعا لرغبات أنائهما ويلبيا كل ما يحلمون به ؟
هناك أباء وأمهات ، وربما الأمهات خاصة ، يعطون المال بلا حساب لأبنائهم حتى بعد أن يكبروا ، وترجع طريقة تصرف الوالدين مع الأبناء في ما يتعلق بالمال إلى نفسية كل من الأبوين ، حيث أن الأم التي تتنازل أمام رغبات ابنها أو ابنتها مهما كثرت ، تبين بهذه الطريقة خوفاً لا شعورياً لديها على مستقبل ابنها ، حيث نقول لنفسها : من يدري ما يمكن أن يحل بابني لاحقاً ؟ الأفضل أن يتمتع الآن بكل ما يتمناه ما دام في امكاننا توفير ذلك له ، لكن هذا الخوف يحول دون تربية الابن التربية الصحيحة ، فتضر الابن بدلاً من أن تنفعه ، كما أن الوالدين حينما يوفران للطفل كل ما يتمناه بسهولة ومن دون أن يتعب من أجل الحصول عليه يفسدون أخلاقه ويحرمونه من أن يتعلم أن المال يكتسب بالجهد ولا يأتي من فراغ ، أما الحل ، فهو بمجرد بلوغ الطفل سناً يمكنه فيها أن يعي الأمر مثلاً سن الثامنة إلى العاشرة يكون على الأبوين أن يضعا قواعد داخلية في الأسرة للتصرف في المال الموجه للأطفال مثلاً / ينفق الوالدان حول ما ينبغي أن توفره لهما وحتى أي سن ، وهكذا ، فإن الطفل أو المراهق سيتعلم كيف يوفر من مصروفه الخاص لشراء أشياء يرغب فيها أو يجد وظيفة موسمية تمكنه من كسب المال الذي يحتاج إليه
..
يتبع
الخميس مارس 08, 2012 6:41 am من طرف هيبة الصمت
