من الاشياء الجميلة بالحياة تلك النماذج من الازواج التي تعيش قصة حب دائمة وتعامل عاطفي راقي قل مثيله ، ولنا في بيوت النبوة خير دليل على تلك النماذج، ان هذه النماذج التي نفرح بها ونتمنى ان تسود في مجتمعنا، تحتاج منا الى التحليل والتفسير لمعرفة سر التفاعل العاطفي الراقي وقصة الحب الدائمة ويمكن لي تفسير تلك العلاقة الحميمية بين هولاء الأزواج بالدقة التي يتم به التزامن العاطفي والشعوري بينهما، فهم خبراء في التناغم والتوافق بينهم بالمشاعر والاحاسيس لذلك يسهل تفاعلهم اكثر على المستوى العاطفي وهذا ما يميز الاسرة الناجحة المتوافقة .

أن التوافق في الانفعالات والمشاعر والعواطف علامة على عمق تمكن الزوج او الزوجة على المستوى العاطفي، أنها القدرة على استشفاف الحالة المزاجية والوجدانية لدى الآخر. ولقد ضرب لنا الرسول العظيم (صلى الله عليه وسلم) اروع الامثلة على هذا المستوى الراقي من التناغم واستشفاف الحالة المزاجية للسيدة عائشه فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لعائشة : أنى لأعلم اذا كنت عنى راضية واذا كنت عنى غضبى ..أما اذا كنت عنى راضية فانك تقولين لا ورب محمد ., واذا كنت عنى غضبى قلت : لا ورب ابراهيم؟؟ رواه مسلم.

ان هذه القوة في تحديد الصفة العاطفية بين الزوجين تماثل ما يسمى ضابط الإيقاع العاطفي أو عامل التزامن فالزوج الذي يملك قدرة تعبيرية كبيرة هو من ينقل انفعالاته إلى الآخر فالإنسان المسيطر يتحدث اكثر من الطرف الثاني بينما ينظر الطرف الثاني إلى وجه الطرف الأول، ولهذا فانه بمجرد ان يعبر الزوج او الزوجة عن سلوك اتجاه حاجة من الحاجات الأساسية في العلاقة الزوجية يثر عند الطرف الأخر الحالة الشعورية نفسها. لهذا فان التزامن في نقل هو الذي يحدد مستوى التفاعل والحب بين الزوجين.

( ان التوافق في الأمزجة بين الرجل والمرأة هو جوهر العلاقة العاطفية بينهم ويمثل التدفق في المشاعر بين الزوج والزوجة اعلى درجات تعزيز الانفعالات المتبادلة التي تخدم الارتباط الوجداني والعاطفي بينهم لهذا فان التدفق في المشاعر هو حالة من نسيان الذات مع الاخر في لحظات الاستغراق التام مع الحاجات العاطفية لطرف الاخر.

ويمكن الوصول الى حالة التزامن والتدفق العاطفي بين الزوجين من خلال:

الهدوء وتركيز الانتباه الحاد اثناء التواصل العاطفي بين الزوجين لان ما تركز عليه تحصل عليه وكما قيل ( اينما يكن قلبك تكن موجود) فالتركيز هو جوهر التدفق والتزامن .

الجذب العاطفي هو جوهر التأثير
م/ن