هناك قناعة تامة لدى الجميع بأن العنصر البشري هو أهم العناصر المسببة لحوادث المرور. وقد اثبتت الدراسات والبحوث والإحصاءات على المستوى العالمي بأن ما يزيد عن 80% من حوادث المرور يرجع سببها إلى خطأ العنصر البشري. وبما أن كثيراً من أخطاء العنصر البشري يعود إلى عادات سلوكية خاطئة في القيادة أو في استعمال الطريق أو المركبة فلابد من من إعداد برامج عامة للتوعية المرورية تهدف إلى تغيير تلك العادات السلوكية الخاطئة ونشر الوعي السليم. ومن أجل إيجاد هذا السلوك السليم لابد من السير فى اتجاهات ثلاثة هي:
التوعية والتربية المرورية بإدخال تعليم سلامة المرور ضمن مناهج التعليم العام وتكملته بالحملات الإعلامية.
تطبيق النظم واللوائح المرورية. وهذا عنصر هام لنشر السلامة المرورية. ونشر الوعي أيضاً مطلوب لجعل أفراد المجتمع عوناً على تطبيق النظم.
إيجاد السلوك الاجتماعي الذي يتسم بالسلامة المرورية. وهذا السلوك هو حصيلة ما يمكن أن يبذل من جهود في اتجاه التعليم والتربية المرورية وفي اتجاه تطبيق النظم واللوائح وما تقوم به وسائل الإعلام من نشر الوعي المروري بين أوساط المجتمع.

ولكن اتضح من الدراسة التي أنجزت تحت اشراف اللجنة أن التوعية المرورية التي تمت خلال أسابيع المرور للسنوات السابقة لم تقلل من الحوادث ولا عدد الوفيات أو الإصابات ولذلك أوصت اللجنة بأن تقوم الجهات المسئولة عن سلامة المرور بمراجعة استراتيجياتها فيما يتعلق بالتوعية المرورية في أسابيع المرور وذلك في ضوء نتائج هذه الدراسة.

وقد أوصت اللجنة ببعض الخيارات البديلة، مثل أن تختار إدارات المرور أياماً عشوائية خلال كل أسبوع على طوال العام يتم خلالها اجراء حملة مرورية لمتابعة تطبيق النظم واللوائح المرورية أو أن يخصص كل شهر على مدار العام لرسالة معينة يتم فيها تكثيف التوعية المرورية لإيصال تلك الرسالة للحمهور وتابعة تطبيق النظم واللوائح المتعلقة بمخالفة مضمون تلك الرسالة. فعلى سبيل المثال يخصص شهر محرم مثلاً للفحص الدوري، فتعد حملة توعية على أهمية الفحص الدوري وتتم خلال هذا الشهر متابعة تطبيق القوانين المتعلقة بالفحص الدوري.. وهكذا في بقية جوانب السلامة المرورية بما يعود بالفائدة في تصحيح سلوكيات قائد المركبة وتعامله مع الطريق والمركبة.